فصل الخريف يختبر مناعة الجسم

يختلف فصل الخريف عن غيره من الفصول بطقسه المتبدل وقصر نهاره وكثرة أمراضه، الأمر الذي يؤثر بشكل ملموس ليس على مزاج الإنسان فقط، إنما على صحته أيضا، لذلك تنظر إليه الأوساط الصحية على أنه الاختبار الأقوى لنظام المناعة، وبالتالي فإن تجاوزه من غير أمراض جدية يعتبر أحد المؤشرات على أن النظام المناعي للجسم لا يزال قويا ومتماسكا، في حين أن ظهور أمراض فيه بشكل متكرر يمكن أن يؤشر على أن نظام المناعة يعاني من ضعف، ومن الضروري تحصينه للصمود في وجه الفيروسات والبكتيريا، وأيضا في وجه التوتر والقلق والكآبة وغيرها من الأمراض النفسية التي تكثر عادة خلال الخريف.
ففي هذا الفصل تهاجم الفيروسات والبكتيريا جسم الإنسان يوميا وسط ظروف نموذجية بالنسبة إليها، لان العدوى يمكن أن تنتشر في الحافلات وفي المدارس وفي أماكن العمل المغلقة وأيضا في البيوت، لذلك يكفي أن يكون نظام المناعة ضعيفا، ولو قليلا، حتى يصاب بالإنفلونزا وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي.

خط الدفاع الأول
ويشبه الأطباء نظام المناعة بالسلاح القوي الذي يدافع عن جسم الإنسان يوميا ويعتبر خط الدفاع الأمامي له، لذلك فان الاهتمام بتعزيزه مسألة حيوية. وهناك ثلاثة عوامل مهمة تلعب دورا حاسما في تحصينه وجعله يقاوم بفعالية الأمراض المختلفة التي تهاجم الجسم، هي اتّباع نظام غذائي صحي وممارسة الحركة الكافية والعيش من دون توتر وقلق.

الطعام الصحي يعزز المناعة
وتؤكد الأوساط الطبية أن الطعام الصحي يعتبر العامل الأكثر أهمية، وان تجنب البدانة يمكن أن يجري عبر تناول خمس وجبات خفيفة يوميا، منها وجبتان يجب أن تتضمنا الفواكه والخضار.
ويثقل الطعام الدسم جسم الإنسان لانه يصعب عليه استيعابه، لذلك من الضروري إعطاء الأولوية للحم الأبيض والسمك والحبوب، كما أن من الضروري بمكان خلال الخريف شرب الماء بشكل كاف حتى عندما لا نشعر بالعطش.

.. والرياضة تحافظ على اللياقةوبالتوازي مع الطعام الصحي يتعيّن على الإنسان لتعزيز نظام المناعة لديه المحافظة على لياقته البدنية، وذلك بممارسة التدريب أربع مرات في الأسبوع لمدة 40 دقيقة كل مرة. أما في حال عدم المقدرة على ذلك، فيجب المشي على الأقل 10 آلاف خطوة يوميا أي قطع نحو 8,5 كم من قبل الرجال و 6,5 كم من قبل النساء.
ويوصي المختصون الناس الذين لا يتمكنون لأسباب مختلفة من ممارسة الرياضة بمختلف أشكالها، بالعمل على الأقل في حديقة المنزل، أو صعود السلم بدلا من استخدام المصعد، أو المشي إلى مكان ما (كمركز التسوق القريب مثلا) بدلا من استخدام السيارة.

.. والتوتر يضعف الجسم
يضعف نظام المناعة أيضا بشكل كبير نتيجة التوتر، لأنه يعكر النوم ونظام الهضم، ويؤثر لا سيما في الخريف بشكل بارز على الوضع الصحي العام، لهذا يجب تجنبه إذا كان ذلك ممكنا، وعدم تحميل الإنسان نفسه مهاما كثيرة عبثية لا يستطيع القيام بها خلال وقت قصير.
ويوصي المختصون بالعمل على تحسين المزاج يوميا من خلال طرق أثبتت فعاليتها، مثل التحدث مع الأصدقاء وقراءة الكتب الممتعة ومشاهدة الأفلام وشراء أشياء جديدة.
ويمكن تعزيز نظام المناعة أيضا في الخريف عن طريق تناول الشوكولاتة والفيتامينات المناسبة، غير أن هذه الفيتنامينات بحد ذاتها لا تنقذ جهاز المناعة اذا لم يحافظ الانسان على صحته بشكل جيد لأنها لا تمتلك مقدرات سحرية.